الحياة النبوية

إن كان لأصحاب النبي ﷺ شرف صحبته وفضل لقياه، فإن لأجيال أمته اللاحقة شرفَ وراثته، برواية علمه، وحفظ سيرته، فهذا النبي الكريم ﷺ حاضرٌ بسيرته في أجيال أمته، مهما تباعدت أزمانها.

يقدم هذا الكتاب «الحياة النبوية» بامتدادها وسعتها وتنوعها، وينظر إليها من زواياها المتعددة، ويروي من أحواله وهديه ما يشترك الناس فيه معه؛ فإن كتب السيرة اعتنت بالمغازي والجهاد، ولذا سميت في بداياتها بـ «كتب المغازي»، وتولت كتب «الشمائل» جانب الأخلاق، وبعض أحوال الحياة.

 فرأيت إعادة تقريب هذا الموضوع، بأن أذكر أحوالاً متنوعة يتكون من مجموعها تصور للهدي النبوي والحياة المحمدية في شؤونها وأحوالها المتنوعة؛ في العبادات، والعادات، والأخلاق، والمعاملات، والعلاقات، من مثل: الرسول ﷺ زوجاً، وأباً، وصدِيقاً، والرسول والقرآن، والقيام، والصيام، والرسول في المسجد، وفي السوق، وفي الطريق، ومع أصحابه، ومع الأطفال، ومع الخدم، والرسول في مجلسه، وعلى فراشه، وعلى طعامه، والرسول والذوق، والجمال، واللهو، والقراءة وهكذا..

فهو إعادة صياغة للشمائل النبوية، وعرض لأحوال الرسول ﷺ في حياته التي هي مشتركُ الحياة الإنسانية في تطبيقاتها النبوية، وتلمّستُ منها ما يتماسُّ مع حياة الناس بعامة، وما له حضورٌ في واقعهم واهتمامهم..