اليوم النبوي

في هذه السيرة اليومية نترحَّل مع ساعات يوم النبي ﷺ، وكأنَّا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة، وعَفْوية الحياة الجادة، والتوازن بين مناشط الحياة، والتكامل لاستيفاء الاحتياجات.
ترى حيوية الحياة وتدفُّقها في تدافع ساعات هذا اليوم، اللحظات في حياته لا تمر عابرة دون استثمار.
كان يَعْقِد صفقاته مع الحياة في كل ثانية في بيته، ومسجده، وفي أزقَّة مدينته، وبيوت أصحابه، وعلى حَصِير جلوسه، وسُفْرة طعامه، وفراش نومه.
كانت عيون مَن حوله راصدةً شديدةَ الدِّقَّة والملاحظة، حتى الظلام لم يكن ساتراً القلوبَ التي عشقت هذا النبي، وأرادت أن تعرف كيف كان يقضي ليله، وحتى الحيطان لم تكن طويلة لتحجب حياته الخاصة، كانت القلوب والعيون داخلة معه حتى يأوي إلى فراشه، ترمقه في استغراق نومه، وفي وثوب استيقاظه.
لم يكن يوماً عاديّاً يبدأ من الصباح ويضمر في المساء، بل تشعر لفرط نشاطه أن كل لحظة هي بداية له، هو رجلُ اقْتِناصِ الفرص ورجلُ اللحظة.