حديث الغدير

بآذان صاغية واعية، وعيون متطلِّعة مستطلعة، ورقاب تختلف لترى حبيبها صلى الله عليه وآله وسلم، كان الجمع مهيباً، والكلمات جسورة واضحة، فما نسيه قلبٌ وعاه قلبٌ آخر.. وما نسيه البشر حفظه الحَجَر..
على الغَدِير ذاته فَرَشْتُ بساط الكلمات.. أستقرئُ بعض غيابها.. أبحث عن مكان عليٍّ عليه السلام في قلوب أصحابه.. أبحث عن مكانته في قلوبنا..
على الغَدِير.. نقف بأرواحنا، كما وقف الذين استوقفهم نبيُّنا صلى الله عليه وآله وسلم..
وننصت بمشاعرنا، كما أنصت الذين استنصتهم..
فنتلقَّى بقلوبنا حبّاً وتعظيماً لما قاله نبيُّنا، ونتلقَّى بعقولنا تفكُّراً واعتباراً فيما رُوي لنا عنه في هذا الموقف.
فلا مشاعر القلوب تحجب تفكُّر العقل، ولا تفكُّر العقل يطفئ وهج المشاعر..
فإلى دَوْحات الغَدِير، فثمة حَدَثٌ وحديث، وبلاغ ووصاة.. وهتاف بلوعة الوداع في آخر خُطَبه ... في آخر عمره...